رأت أوساط حزب "القوات اللبنانية" ان "الكلام الذي يُقال: لولا تيار "المستقبل" لَما خرج رئيس الحزب سمير جعجع من السجن، هو كلام معيب لأنّ جعجع دخل الى السجن بأمر من النظام السوري وخرج من المعتقل بعد خروج الجيش السوري من لبنان. وبالتالي، من أخرج جعجع من السجن هو خروج النظام السوري فقط لا غير".
وأكدت الأوساط نفسها في حديث لـ"الجمهورية" أنّ "الخطأ الأكبر والأساس الذي ارتكب بعد مرحلة 2005 انّ المواطن اللبناني لم يشعر أنّ السلطة، التي انتقلت من مرحلة ما قبل الانسحاب السوري من لبنان الى مرحلة ما بعد هذا الانسحاب، تبدّلت. وبالتالي، بقيت الإدارة نفسها. والخطيئة الكبرى التي ارتكبت كانت في التحالف الرباعي الذي نَفّر المسيحيين، وأدى عملياً الى منح الاقتراع المسيحي على طبق من ذهب للعماد ميشال عون".
وأضافت "خرج الجيش السوري ولم يتبدّل شيء في معادلة توازنات السلطة والحكم، كما "القوات" لم تبدّل في مواقفها وفي خياراتها، وكانت مسرورة جداً بالتحوّل التاريخي نحو لبننة البيئة السنية التي بَدّت الاولوية اللبنانية على الاولوية العروبية، ما دفع القوات الى عدم مطالبتها بنفوذ على مستوى السلطة".
ورأت ان "انّ 14 آذار لم تصل الى ما وصلت اليه الّا نتيجة مساومات رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وتنازلاته في كل المراحل التي مررنا بها"، معتبرة ان "الاشتباك الاول والاساس مع تيار "المستقبل" كان له علاقة بالجانب التمثيلي الوزاري والنيابي، والحريري كان من أكثر المتشددين رفضاً لإقرار قانون انتخابي جديد يعيد تصحيح الخلل الذي أسّس له النظام السوري، في حين ترى انّ الحريري استكمل ما أسّس له النظام السوري من إضعاف المسيحيين، وهو إضعاف مكوّن سيادي اساسي داخل التركيبة اللبنانية".